17 فبراير 2009

اللقاء الأسبوعي


لا أدري هل قلت لكم سابقا أننا نجتمع أسبوعيا لدراسة اللغة العربية وقراءة بعض المقالات والنقاش حولها، أم لا ؟

المقالة التي قرأناها في الحصص الماضية هي "غوغل إيرث والثورة الإلكترونية للخريطة الجغرافية" اخترتها من الجزيرة نت وصنعت لها بعض التمارين لتساعدنا في الحديث والنقاش. أقدم لكم القسم الأول من المقال إضافة إلى فيديو قصيرة عن غوغل إيرث باللغة الفارسية.


غوغل إيرث" والثورة الإلكترونية للخريطة الجغرافية (الجزء الأول)
وحيد محمد مفضل
بعيداً عن العذابات الإنسانية المعاصرة، لا خلاف على أن المدنية الحديثة تعيش حالياً واحدة من أزهي عصورها، والفضل في ذلك يعود إلى الحاسوب وغير ذلك من أدوات التقدم العلمي والتكنولوجي، وما أكثرها.
فقد أدى ظهور الحاسوب والاستخدام المدني للأقمار الصناعية وما تبع ذلك من إنجازات تقنية في مجالات كثيرة -أبرزها الاتصالات والإنترنت- إلى تحقيق فضائل وثورات عديدة، أبرزها بالطبع الثورة المعلوماتية التي أضحى معها العالم بالفعل قرية واحدة تتشابك أوصالها في لحظة بمجرد كبسة زر.
كما أدى ظهور الحاسوب والإنترنت والبرمجيات المتخصصة إلى تغير وتطور مفاهيم كثيرة في أكثر من مجال، ومنها مفهوم الخريطة الجغرافية والفكر الجغرافي، بصفة عامة.
لقد أحال "غوغل إيرث" وغيره من محركات البحث الجغرافي على الشبكة العنكبوتية، الخارطة الجغرافية من مجرد ورقة صماء لا تحوي سوى رموز غامضة وخطوط متعرجة تستعصي في أغلب الأحيان على الفهم وتبعث أحياناً أخرى على النفور والنمطية، إلى شيء ممتع ولعبة مسلية تتميز بالتجديد والحداثة، ويصعب على الزائر مبارحتها أو تركها.
لكن المفارقة هنا أن المتعة واللهو مع الخرائط الجديدة قد أفضيا إلى نتائج أعمق وأكثر جدية في أكثر من مجال آخر، سواء كان معرفياً يتعلق بنشر العلم والمعارف العامة، أو اقتصادياً يتعلق برواج صناعات وأنشطة تجارية محددة.
تاريخ الخريطة الجغرافية
اقترنت الخرائط منذ القدم بالإنسان، حيث كان الإنسان البدائي يلجأ لتوثيق وتصوير الدروب التي يسلكها من خلال الرسم على جدران الكهوف وجلود الحيوانات وغيرها من الوسائل المتاحة، وذلك من أجل الاستدلال بها في تنقلاته وترحاله، ساعده في ذلك معرفته للرسم قبل الكتابة.
ومع معرفته للكتابة تطور الأمر وتحسنت جودة الخرائط المرسومة وزادت كذلك التفاصيل والمعلومات الناطقة بها، كما كان ظهور الورق عاملاً هاماً في زيادة مهارة رسم وإنتاج الخريطة.
غير أن النقلة الكبرى للخرائط لم تحدث إلا مع بداية القرن السادس عشر مع انتشار الطباعة والتوسع في حركة الترجمة، وزيادة حركة الكشوف الجغرافية والملاحة البحرية، حتى بلغت أوجها في القرن التاسع عشر بظهور خرائط مدققة ومزودة بالمساقط والإحداثيات الجغرافية.
لكن الخريطة الورقية رغم التحسينات الجوهرية التي طرأت عليها ورغم الدقة التي وصلت إليها، لم تخرج من عباءة التقليد والنمطية، ولم تتحول إلى الصورة الإلكترونية أو الرقمية إلا مع ظهور الحاسوب وإطلاق تطبيقات الأقمار الصناعية ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للاستخدام المدني، في سبعينيات القرن الماضي.
فقد أتاح هذا التطور تصوير كامل أجزاء الأرض وإنتاج عدد لا حصر له من صور الأقمار الصناعية في هيئة رقمية ومدققة جغرافياً، ما سهل كثيراً أمر تحويل هذه الصور إلى خرائط رقمية يحمل كل رقم فيها معلومة، وتنبض كل نقطة ضوئية بها بالحياة والديناميكية.
بيد أن عجلة التطور لم تقف عند هذا الحد، فمع انتشار الحواسيب السريعة وظهور نظام المعلومات الجغرافية (GIS)، وإمكان إضافة ودمج البيانات العلمية والثقافية والاجتماعية والسياسية المتاحة، إلى الصور الفضائية والخرائط المنتجة منها، لتكوين طبقات معلوماتية إضافية يمكن الربط بين عناصرها وتحليلها إحصائيا وكمياً، أو إظهار جوانب معينة فيها.. تطوّر شكل ومفهوم الخريطة الجغرافية إلى ما نراه حالياً على الشبكة العنكبوتية عبر "غوغل إيرث" ومحركات البحث الجغرافية المشابهة الأخرى.
يتبع...
المصدر:الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/EXERES/8FCF1FAC-A793-4AE6-B310-3DA2FA4D9174.htm

الأسئلة
1- حاول أن تقدّم ملخصا من كل فقرة موجودة في النص.
2- اصنع بالمصطلحات التالية جملا مفيدة :
« لا خلاف على أن، والفضل في ذلك يعود إلى، بصفة عامة، تستعصي على الفهم، تبعث على النفور، التحسينات الجوهرية التي طرأت عليها، لم تخرج من عباءة التقليد والنمطية، عدد لا حصر له، تنبض بالحياة، لم تقف عند هذا الحد »
3- استخرج خمس عبارات أخرى من المصطلحات الموجودة في النص ثم اصنع بها جملا مفهومة.

***

هناك تعليقان (2):

جبرا يقول...

أخي كيوان، إليك مقال جميل متعلق بنفس المادة من مجلة العربي في عددها الأخير. قد يكون أيضا موضوعا جيدا للنقاش

أصبح استخدام «الفيس بوك» اليوم جزءا أساسيا من البرنامج اليومي لكل مستخدميه، يسعى الشخص إلى جهاز الكمبيوتر، ليطالع حسابه الشخصي على موقع البرنامج، ربما حتى قبل أن يطالع الصحف اليومية. يتابع أخبار أصدقائه ودوائر علاقاته الاجتماعية، ويعلق على ما قد يستلزم التعليق. مناسبة شخصية، عيد ميلاد، تعليق على موضوع أرسله أحد الزملاء، أو خبر بثه آخر، او حتى توضيح طبيعة الحالة المزاجية التي يمر بها، أو كتابة تعليق صغير عما يفعله (مثال: أحمد يستعد للسفر، أو رشا مشغولة جدا تستعد لبرنامج جديد.. إلخ). ثم قد يعرج على بعض المواقع الشبيهة مثل اليوتيوب، أو فليكرز، أو My space، وغيرها. وبالرغم من التنامي المطرد لشبكة الفيس بوك، فإن الظاهرة قد بدأت تجد لها توابع لدى برامج شبيهة، تحقق الهدف الأساسي لـ «الفيس بوك»، وفي جوهرها الاتصال بدوائر الأقارب والأصدقاء، في إطار شبكة علاقات اجتماعية. من بين هذه البرامج مثلا برنامج Twitter، وبرنامج posterious، وهما برنامجان شبيهان بالفيس بوك، كشبكة للاتصال بين الأصدقاء، وموقع لبث ونشر اليوميات والأخبار والتعليقات وغيرها. وهما يعتبران حديثان نسبيا، لكن الإضافة، خاصة في برنامج Twitter (والذي بلغ عدد المشتركين المسجلين فيه بحسابات شخصية إلى ما يزيد على مليونين ومئتي ألف مشترك حتى شهر يوليو الماضي) تتمثل في إمكان استخدام وسائط أخرى في إرسال التعليقات والتدوين مثل الهواتف المحمولة. السؤال هو: هل هناك احتياج حقيقي لكل هذه الخدمات؟ وما هو الفارق بينها؟ عندما ظهر الفيس بوك لأول مرة تردد الكثيرون في الالتحاق به، مكتفين بوسائل البريد الإليكتروني كوسيلة اتصال فعالة، وسريعة، لكن الآن أصبح التردد اليومي على «الفيس بوك» يفوق أي شبكة اتصال أخرى، ربما بسبب شبكة العلاقات الواسعة التي يتيحها الفيس بوك، والفرص المتزايدة للعثور على أصدقاء قدامى، قد لا يمكن الوصول إليهم في الظروف الطبيعية، أو بسبب إثارة الإحساس بأن يكتب الشخص فكرة أو تعليقا دون أن يعرف من الذي سيتفاعل مع الفكرة ويعقب عليها، وبسبب تنوع الأفكار المتضمنة به مثل تكوين جماعات فنية أو سياسية أو أدبية، أو حتى التعبير عن الميول بعمل جماعات لممثل أو كاتب أو حتى شخصية كارتونية، وإمكان بث الهدايا الافتراضية والبطاقات ولقطات الفيديو، وغيرها. ومع ذلك فكثير من مستخدمي الفيس بوك أنفسهم يتساءلون عما سيحدث غدا، وهل ستظهر وسيلة جديدة تجعل ما يحدث الآن من اتصال نشيط عبر الفيس بوك مجرد ذكرى؟ التجربة تقول إن الملل سرعان ما يتسرب للمستخدمين بعد فترة، خاصة في حالة ظهور شبكة أو شبكات جديدة. كما أن إيقاع العصر الحديث هو إيقاع لاهث بطبيعته، ومن لديه بعض الوقت اليوم لكي يطلع ويقضي وقتا على الفيس بوك في أحد الأيام، فقد يصبح ذلك رفاهية لا قبل له بها في اليوم اللاحق. لكن المستثمرين في مجال الإنترنت بالتأكيد لهم رأي آخر، وإلا لما ابتكروا كل تلك الشبكات بين آن وآخر، فهم يراهنون على أن هذه الخدمات في النهاية يمكن الوصول إليها في صفحة واحدة، قد تكون صفحة الفيس بوك، أو صفحة مدونة من المدونات، أو غيرها، لكن، النتيجة النهائية كما يتوقعها هؤلاء المستثمرون ويراهنون عليها بملايينهم أنه لن يكون بإمكان الأجيال الجديدة من الشباب في أرجاء العالم والذين يطلق عليهم الآن أنهم «جيل ولد إليكترونيا»، أن تتجاهل هذه الخدمات الجديدة، مهما ضاق وقتهم وتعقدت حياتهم، لأن الفضاء الإليكتروني هو جزء أساسي من واقعهم المعاصر شاءوا أم أبوا، وشاءت أجيال أخرى أم أبت.

كيوان يقول...

شكرا جزيلا لك يا أبافريد على المقالة الرائعة. سنستفيد منها مؤكدا بإذن الله.
هذه المقالة موجودة في عدد ديسمبر 2008اشتريته من العراق وهي النسخة الواحدة التي امتلكها من مجلة العربي، للاسف لا توجد هذه المجلة الثمينة في ايران حاليا.