13 مايو 2008

هدية للشاعرة الإيرانية فروغ فرخزاد


هدیه

من از نهایت شب حرف می زنم
من از نهایت تاریکی
و از نهایت شب حرف می زنم

اگر به خانه ی من آمدی برای من ای یار مهربان چراغ بیار
و یک دریچه که از آن
به ازدحام کوچه ی خوشبخت بنگرم.

شعر: فروغ فرخزاد

***

الهدية

أنا أتحدث من أعماق الليل
من أعماق الظلام ...
و من أعماق الليل أتحدث.

إذا أتيت إلى بيتي أيها الحنون فاجلب لي مصباحا ...
و نافذة، عبرها ...
أنظر إلى ازدحام الزقاق السعيد.

الشعر: فروغ فرخزاد
ترجمة: كيوان




***

11 مايو 2008

امرأة تحبّها


قررت ترجمة بعض طرائف المشاهير و الأدباء في هذا القسم و إرسالها تحت عنوان«حتى إشعار آخر»

اللورد بايرون:

«الموت لأجل امرأة تحبّها أسهل من العيش معها.»

10 مايو 2008

الإنسان الحالي بين الحداثة و التقليد

الحداثة والتقليد، الحداثة والسنة، كثيرا ما نسمع عن هاتين الكلمتين وهناك الكثير من مفكري العالم الإسلامي يعالجون العلاقة بينهما و يبدون آرائهم حولها بين المؤيد والمعارض. فما معنى الحداثة والتقليد؟

ربما يصعب العثور على تعريف كامل وواحد للحداثة و قد لا نجد قائمة كاملة تنطوي على مواصفات الحداثة برمتها، لكن يمكننا أن نشير إلى بعض مظاهر الحداثة كالعقلانية والتوجه نحو العلوم التجربية والديموقراطية وحرية التعبير عن الرأي وحقوق الإنسان وما إلى ذلك.

في التعاليم الإسلامية نلاحظ أربعة تعاريف للسنة: سنن الأولين، سنة الله، سنة الرسول وأهل البيت والأصحاب وأخيرا السنن الإجتماعية الناجمة عن تعامل التعاليم الدينية مع التقاليد الإجتماعية. في الواقع، السنة بمعناها الإسلامي لا تعارض الحداثة ما عدا التعريف الأول الذي يشير إلى المتزمتين الذين يرفضون أي تغيير في آراءهم المتقوقعة. ومن هذا المنطلق ذهب البعض إلى إحياء التقاليد القديمة لمواجهة الحداثة التي يعتبرونها عاصفة تقلع التقاليد والثقافات والهويات، كما يعتقد البعض بإحياء الخلافة الإسلامية التي يرون فيها حلا لمشاكل العالم الحداثي .

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: أيهما أفضل، العالم الحداثي أم العالم التقليدي؟ هل الحداثة أتعست الإنسانية أم أسعدتها؟ وهل كان الإنسان التقليدي سعيدا عندما كان يتعرّض للأمراض القاتلة و الفيضانات والهزات الأرضية والمشاكل الكثيرة التي لا تعد و لا تحصى. لنقارن الصورة السابقة بصورة الإنسان الحداثي الذي اقتحم الفضاء و قضى على الأمراض المهلكة و خلق الشبكات المعلوماتية. تسهّل التقنية المعلوماتية الإطلاع على الأخبار بعد ثوان من حدوثها رغم أننا قد نشاهد تفشي الأكاذيب من خلالها والتلاعب بالمعلومات في أحيان أخرى، وبالتالي السيطرة على الراي العام بشكل لا يصدّق. واجهت البشرية في القرن المنصرم الحربين العالميتين و التي لقي خلالها حوالي 50 مليون شخص حتفهم متجاوزة بذلك عدد الضحايا الذين ماتوافي الحروب التقليدية المنصرمة.

إذن لا زالت التساءلات قائمة: أيهما افضل؟

لكل من العالم الحداثي والتقليدي مشكلاته الخاصة به إلى جانب مزاياه الخاصة، ولن تحل العودة إلى الماضي هذه المشكلات. نحن ولدنا في العالم الحداثي ولا بد أن نقوم بحل مشاكلنا في هذا العالم. أمل العودة إلى الماضي مستحيل و عبث لا طائل وراءه .


***

9 مايو 2008

لا كرامة لنبي في وطنه

مأخوذة من كتاب " مدرسة المغفلين" لأبوالمسرح العربي توفيق الحكيم

.كانوا في القرية يطلقون عليه اسم "زنجر". . و لست أدري أكان لهذا الإسم صلة بمنظره؟ لقد كان أسود اللون، قبيح الصورة، مخزوم الأذن. يرتدي معطفا عسكريا، نحاسي الأزرار، من بقايا الحرب العالمية الأولي، قد رث عليه و بلي و ضاعت أزراره إلا واحدا ربطه بخيط من تيل، و هو يحمل في يده هراوة كانت فرعا من شجرة السنط التي تظل "الكباس" القبلي . . يرفعها و يجري بها وراء الساخرين به و الضاحكين منه . . و ما أكثرهم! ما من أحد كان يأخذه على سبيل الجد . . و ما كان هو يحفل بآراء الناس فيه . . كان يكفيه دائما رأيه هو في نفسه .. كان له إخوة يصغرونه سنا تزوجوا و استقروا و أنتجوا ذرية تسعى معهم إلى الغيطان و تعود منها بعد الغروب ممسكة بزمام البهائم المحملة بعليقها من الحشائش و أعواد الذرة. . أما هو فكانت فكرة الزواج تثير بالنسبة إليه ضحك القرية و هذرها و عبثها . . من هي تلك التي ترضى أن تتزوج بزنجر؟
و كان هذا السؤال الذي اعتدت أن ألقيه عليه، منذ أعوام طويلة، كلما ذهبت إلى الريف:
- هل تزوجت يا زنجر؟!
- أبدا.
كان يقولها في شيء من المرارة و الثورة. . فكنت ألاحقه:
- و ماالسبب؟
- ما فيش فلوس!
هذا كان تعليله الوحيد . . و رأيت أخيرا أن أبطل هذه الحجة، فعرضت عليه أن أقوم عنه بكل نفقات عرسه من مهر و فرح و ثياب إلخ . . لو ظفر هو بالعروس. فسرّ لذلك و حمد و شكر، و لكن الأيام مرت و لا نتيجة لهذا و لا أثر . . و لم أعلم ما حدث. و لكني صرت بعد ذلك كلما مشيت بين الحقول و إلى جانبي "زنجر" أتأمل من أجله كل فلاحة تميس بقدها تحت ثقل الجرة، كما بميس العود تحت ثقل السنبلة . . فأسائلها:
- يا بنت . . أتتزوجين الولد "زنجر"؟
فلا أسمع إلا دقة على صدرها و صيحة:
- يا خيبتي!
و تشتد في السير مجفلة هاربة حتى تختفي . . و إذا زنجر بجواري يشيعها و هو مجروح ساخط مغتاظ:
- داهية لا ترجعك . . و أنا كنت أرضى؟
ثم يأخذ في إقناعي بأن كل هؤلاء الفتيات دون ما يستحق، و دون ما يريد و يأخذ بعد ذلك في حمد الله إذ ضرب على أبصارهن، فهذا الرفض منهن نعمة! و لكني لا أقتنع، و أظل أطرح السؤال على طوائف مختلفة من بنات القرية . . و أهبط في سلم الجمال درجات، و أطأطئ الرأس نيابة عنه و أقبل تضحيات، حتى وصلنا إلى درك لا نزول بعده . . فكل مشوهات القرية، من الخنفاء و العرجاء و الحدباء عرضت أمره عليهن . . فما سمعت قط غير تلك الصيحة المنكرة من الأفواه و ذلك الدق المستنكر على الصدر . . و تلك العبارة الواحدة من كل الشفاة:
- ضاقت علينا الدنيا . . ما بقي غير "زنجر"؟

***

و صدقت و آمنت أخيرا بصعوبة زواجه . . فهذا الرجل تنشأ في القرية أضحوكة، و شبت فتيات القرية لا يبصرن منه و لا يعرفن عنه إلا أنه رمز السخرية، و مناط العبث، و مثار الهذر . . لقد كان في مجرد تقدمه إلى أسرة من القرية سوء أدب منه في نظرها، و تعد منه على كرامتها، و خدش لسمعتها . . إذ استقل شأنها فخصها دون أهل البلد بهذه المهانة و قلة التقدير . . هكذا كانت الأسرة تدفعه عنها كما تدفع الفضيحة . . و بلغ الحال من السوء أن أصبح "زنجر" شخصية تغيظ بها البنت المذنبة إذا أرادت تأديبا . . و لم يشذ عن استخدام هذه "الأداة" التأديبية أحد حتى أنا . . فقد انتهى بي الأمر أن آمنت بما يؤمن به الجميع في القرية . . و صرت إذا أردت أن أشتم بنتنا مهملة من بنات الخدمة في البيت أو حقل أكتفي بقولي:

- والله يا بنت لأزوجك بزنجر!

فتطفر دموع الخوف و الضراعة من عينيها في الحال . . و أدرك أني قد رفعت عليها بهذه الجملة سوطا يقيم عوجها و يصلح فاسدها.

كل هذا و "زنجر" في ملكوت من نفسه، و عالم من رأيه و حصن من "حالة معنوية" عجيبة . . مرتفع فوق لجج الإستهزاء العام، لا تعصف برأسه أنواء، و لا يصل إلى عينيه رذاذ و لا ماء . . لطالما سألت نفسي في أمره: أهو جمود؟ أهي بلادة شعور؟ أم هي صلابة شخصية و قوة الإيمان؟!

- و من التي ترضى أن تتخذها زوجة لك من بين بنات القرية؟

فقال بلا تردد:

- البنت "سلطانة"

يا للعجب! "سلطانة" هذه هي أجمل بنات القرية طرا. هي الزرقاء العينين العسجدية الشعر . . التي يخشى التقدم إليها أجمل فتيان القرية و أقواهم . . هي التي يتنافس فيها المتنافسون، و يتزاحم المتزاحمون، من بين من فرزت مؤهلاته و برزت صفاته . . فما تمالكت أن صحت به:

- طيب اسكت . . اسكت . .

مرت الأيام . . و عدت مرة أخرى إلى الريف بعد غيبة عنه طويلة فراعني ما أجد، و أذهلني ما أرى . .

زنجر قد تزوج . .

تزوج بمن؟

بفتاة أجمل من سلطانة!

و علم زنجر بحضوري، فجاءني و كأنه يقول: "هذه المرة تستطيع أن تسألني السؤال المعهود". و لكني كنت علمت الجواب من قبل . . فاكتفيت بأن أقرأ على وجهه سطور انتصاره . . بل لقد قرأت ذلك على وجوه أهل القرية أجمعين . . لم يعد "زنجر" في نظرهم ذلك "الأضحوكة" . . إن الإسم لم يزل حقا لاصقا به. و لكن قد غسل عنه كل معاني الهزء و السخرية . .

كيف حدثت المعجزة؟ لم يخبرني هو . . و لكن الذي قص عليّ شيخ وقور من شيوخ القرية، قال:

حدث منذ ثلاثة أشهر أن حضرت إلى القرية "ترحيلة" "لنقاوة" الدودة من زراعتة القطن و كان يعمل فيها بنات كثيرات من قرى بعيدة . . فيهن جميلات و فيهن رشيقات . . و كان زنجر هو "الخولي" عليهن . . فإذا هو يلمح من بينهن فتاة هي أسطعهن جمالا، و أوفرهن سحرا، و أكثرهن فتنة . . بل هي حسن لم نر له مثيلا في قريتنا . . فلزمها في العمل، و تودد إليها . . و خفف عنها . . و كان لا يأمرها إلا بمعروف، و لا يعاملها إلا برفق، و لا يحادثها إلا بلطف . . و تفتحت نفسه لها بيضاء جميلة كما تتفتح زهرة القطن . . كانت الفتاة طيبة القلب، فأبصرته "بعين" قلبها و لم تبصره بعين اذنها . . رأت فيه "الإنسان" و لم تر فيه "الأضحوكة" . . فهي من قرية بعيدة لا تعلم عنه شيئا . . فلم يقم بينه و بينها سد قديم من تلك الشخصية المبنية بلبنات الضحكات، في بلده، على مدى الأعوام . . لقد بادلته لطفا بلطف، و عندما قال لها مازحا ذات يوم "تتزوجيني؟" لم يرعه إلا قولها: "نعم" . . فقال لها:

- صحيح؟

فقالت:

- صحيح.

- تحلفي على المصحف؟

- أحلف

و أقسمت أنها جادة . . و أنها لا تطمع في زوج خير منه، فطار زنجر فرحا إلى أهله يزف إليهم الخبر . . و لم يصدق أهله هذا الكلام ألا بعد أن سمعوا قبول الفتاة بآذانهم . . فارتفعت "الزغاريد" في القرية . .و دفع زنجر المهر إلى العروس، فأبوها قد توفي و تزوجت أمها بغيره . . و جاءها بحلق و "غوايش" فضة و خلخال و مرتبة و لحاف و مسندين و مخدتين و حلة و طشت و فناجين قهوة و براد شاي و صينية و أربع ملاعق و أربعة أطباق . . إلخ إلخ . . ثم أعدت العدة ليوم الفرح فأحضروا الجمل و طفق زنجر مع إخوته بزينونه بسعف النخيل و البوص و الجريد و الشال الأحمر . . و أتموا صنع الهودج الذي سيحضرون فيه العروس الفاتنة من بلدها . . كل ذلك بين غناء أهل زنجر و غبطتهم بفوز هذا المظلوم . . و بين نظرات الدهشة و الحسرة و الندم من بنات القرية اللاتي سخرن من زنجر، فأظفره الله بمن لا يصلن إلى كعبها ملاحة و طهارة و دماثة.

أصغيت إلى كل هذا . . و علمت سر "المعجزة" . . لقد جاءه الخير و التقدير ورد الإعتبار من قرية أخرى بعيدة . . هكذا أنصفه الله . . بالطريقة التي أنصف بها من رضي عنهم من الرسل و الأنبياء .

***

مأخوذة من كتاب مدرسة المغفلين لتوفيق الحكيم

5 مايو 2008

الفرق بين التحضر و التقدم


لا شك أن الحضارات الشرقية القديمة تملك مواريث تاريخية ثقافية و حضارية متميزة و ذات تأثيرات واضحة و عميقة على الحضارات الأخرى. هناك سؤال يطرح نفسه : ما هو مدى مساعدة هذا التراث الحضاري على التقدم اليوم؟ و ما العلاقة بين حضارة بلد ما و تقدمه؟

إذا نلقي نظرة عابرة على البلدان ذات حضارة عريقة فنعرف أن هناك فرق واسع بين التقدم و التحضر. حاليا لا أحد يدعي أن مصر و ايران من البلاد المتقدمة رغم امتلاكهما حضارة عريقة و متألقة. و كذلك الحال بالنسبة إلى حضارات الأمريكا الجنوبية و إنها أسوأ حالا من مصر و ايران. الصين تسعى وراء استعادة سيادتها و تقدمها .

يبدو أن حضارتنا القديمة تفتقر إلى شيء من التحديث للتأقلم مع الظروف الراهنة. نحن اليوم بحاجة إلى آليات علمية ثقافية و حضارية حديثة للدخول إلى رحاب التقدم. قد لا يساعدنا هذا الميراث الحضاري الذي قد أصابه شيء من الجمود و السكون.

التحضر-ولا أعنيه التمدن بمعنا السكون في المدن فحسب-قضية معقدة ذات جوانب متعددة ثقافية وعلمية واجتماعية والسياسية وإنه نتيجة السعي وراء التقدم وفي الوقت نفسه مولّد التقدم ومنشئه .

الإنطلاقة الأولى

أخيرا اليوم و بعد تردد قمت بإنشاء مدونتي هذه.
- لماذا؟
لأني كنت أفكر في نفسي دائما " لا تقم بإنشاءها إلا بعد ما أحرزت تقدما كبيرا في اللغة العربية"
آه ... بالمناسبة نسيت أن أذكر ... أنا إيراني ... و لغتي الأم هي الفارسية.
طيب... ماذا كنت أقول؟ ....آها ... إنشاء المدونة ...
قلت لنفسي "ربما يستغرق الأمر سنوات كثيرة . ألا تعتقد أن رحلتك رحلة طويلة ؟"
و مؤخرا و بعد ثلاث سنوات لتعلم المحادثة العربية وصلت إلى هذه النتيجة ... وصلت شخصيا و بمفردي ! ... و ذلك بعد حادث طرأ لي اليوم ... ربما حكيت لك قصته يوما ما ... ربما!
- قد تتساءل: " ألا تعتقد أن وصولك إلى النتيجة قد استغرق طويلا بعض الشيء؟"
نعم ... يعني إذا أفكر الآن في الموضوع أرى أن معك حق .... إلى حد ما فقط ... لكن أتذكّر أنني رأيت لوحة في سيارة أجرة مكتوبا عليها " الوصول المتأخر أفضل من عدم الوصول"!
المهم هو أنني وصلت... نعم وصلت ... أين وصلت؟ ...وصلت ... نزّلني يا سيد ... وصلت ... نزّلني ...
آه عفوا ... التبس علي الأمر
حسنا عليّ أن أذهب الآن. أراك غدا بإذن الله
على فكرة ... قبل الذهاب ...
قررت وضع بعض التعابير و الرسائل و المواد التي أكتبها لصفوف اللغة العربية إضافة إلى بعض أشياء أخرى في هذه المدونة ... توافق ؟؟؟
إذن نبدأ بسم الله
و هذه هي الإنطلاقة الأولى.