5 مايو 2008

الفرق بين التحضر و التقدم


لا شك أن الحضارات الشرقية القديمة تملك مواريث تاريخية ثقافية و حضارية متميزة و ذات تأثيرات واضحة و عميقة على الحضارات الأخرى. هناك سؤال يطرح نفسه : ما هو مدى مساعدة هذا التراث الحضاري على التقدم اليوم؟ و ما العلاقة بين حضارة بلد ما و تقدمه؟

إذا نلقي نظرة عابرة على البلدان ذات حضارة عريقة فنعرف أن هناك فرق واسع بين التقدم و التحضر. حاليا لا أحد يدعي أن مصر و ايران من البلاد المتقدمة رغم امتلاكهما حضارة عريقة و متألقة. و كذلك الحال بالنسبة إلى حضارات الأمريكا الجنوبية و إنها أسوأ حالا من مصر و ايران. الصين تسعى وراء استعادة سيادتها و تقدمها .

يبدو أن حضارتنا القديمة تفتقر إلى شيء من التحديث للتأقلم مع الظروف الراهنة. نحن اليوم بحاجة إلى آليات علمية ثقافية و حضارية حديثة للدخول إلى رحاب التقدم. قد لا يساعدنا هذا الميراث الحضاري الذي قد أصابه شيء من الجمود و السكون.

التحضر-ولا أعنيه التمدن بمعنا السكون في المدن فحسب-قضية معقدة ذات جوانب متعددة ثقافية وعلمية واجتماعية والسياسية وإنه نتيجة السعي وراء التقدم وفي الوقت نفسه مولّد التقدم ومنشئه .

ليست هناك تعليقات: