14 يونيو 2008

شفرة دافينشي

كنت أفكر في نفسي ليتنا نتحدث أكثر عن ....

دعني أحكي لك القصة من البداية

كان عليّ كتابة تعبير عن أشهر لوحة فنية لدافينشي و بالطبع تعلمون أنها الموناليزا. عثرت على معلومات عنها في ويكيبديا و ألقيت المحاضرة في الصف لا أريد أن أكررها هنا ثانية.

لكني أثنا محاضرتي تذكرت شيئا...

نعم تذكرت فلم شفرة دافينشي قد تعرفه. يقول الفلم أن مريم المجدلية كانت زوجة المسيح سرا وأم ابنته. فجأة لفتت انتباهي نقطة مثيرة بعض الشيء. بغض النظر عن كون القصة صحيحة أو غير صحيحة يمكننا النظر إليها من جانب آخر.

ذكر اسم دافينشي و أعماله الفنية بأي عذر و ذريعة و في كل زمان يجعله حيا ولو بعد مضي أكثر من خمسمئة سنة.

أتذكر أنه في افتتاحية دورة الألعاب الأسيوية الدوحة 2006 شاهدت صورة ابن سينا على شاشة الملعب بوصفه عالم عربي دون ذكر كونه إيرانيا و استغربت كثيرا حينما قرأت مقالة في مجلة العربي حول ابن سينا و لم يشر الكاتب إلى أنه كان إيرانيا و ذكره كعالم عربي تماما.

لا أريد إلقاء اللائمة على أحد أبدا. حان وقته أن نحمل المسؤولية على أنفسنا قبل تحميلها للغير. إن نسيان الممتلكات الثقافية و القومية و الدينية و... يؤدي إلى الخضوع و الإستسلام لكل ثقافة أخرى و الحوار البناء يؤدي إلى ازدهار كل الثقافات.

كاد العالم أن ينسى جلالدين الرومي إذا لم تكن دعوة اليونسكو إلى اعتبار العام الماضي احتفالية عالمية بالذكرى الـ800 لميلاد جلال الدين الرومي.

من يدري لو لم يكن إهتمام الغربيين بتعريف عمالقتهم الفنانين ربما كان قد ادعي أحد أن الدافينشي مثلا من الأصل الإيراني. ربما كان اسمه «داريوش» و تحول إلى دافينشي بسبب صعوبة نطقه في اللغة الإيطالية!!!من يدري؟!! و كنا نقول له الآن نحن الإيرانيون "عمو داريوش"(عم داريوش)

يجب أن نفتح نافذة للحوار بيننا بعيدا عن كل انحياز و حكم مسبق و بعيدا عن كل اختلافات قومية و دينية و ....

أردت أن أقول في بداية المقال" ليتنا نتحدث أكثر عن كل شيء."


***

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

أتفق معك في هذه النقطة والمشكلة هنا هي أن العرب بنسبون دوما علماء الإسلام إلى القومية العربية دون أن يذكروا أصولهم وذلك لأن العرب خلال العصور الإسلامية افتقروا إلى علماء عرب حقيقيين وبالطبع هذا أمر مخز للأمة العربية ولذلك فهم يحاولون أن ينسبوا العباقرة الفارسيين إلى الأمة العربية

alibnmohd يقول...

السلام عليكم أخي الكريم كيوان
قرأت موضوعك وأرى أنك محق نوعاً ما فيما ذكرت فالعرب في كثير من الأحايين لا يذكرون أصل ابن سينا ولا غيره من العلماء المسلمين إذا عرض لهم ذكره إلا أني أريد توضيح أمرٍ مهمٍ أراه غائباً عنك .. أقول إن العرب عندما يتحدثون عن ابن سينا وغيره وينسبونه للعربية، لا يقصدون بذلك انتزاعه من قوميته الفارسية والاستئثار به، هم يقصدون بذلك، أن هذا العالم نشأ وترعرع في الثقافة الإسلامية التي كانت اللغة العربية من أعمدتها، هذه الثقافة التي اشتركت في بنائها أيدي الفرس والعرب والترك والهنود وغيرهم، بل إنه لم يكن للعرب نصيب أكثر من غيرهم فيها، نعم الرسول والأئمة وأكثر أتباعهم كانوا عرباً في البداية إلا أن عامة العرب آنذاك كانوا مشغولين بالنزاعات على السلطة والحكم ومشغولين بالنزاعات القبلية والحمية الجاهلية، وكانت الأنفة تمنع الكثير منهم عن طلب العلم، إلا أن هذا لا يعني أنهم لم يخرجوا علماء أفاضل وفلاسفة كما ذكر الأخ Jabrafghneim في تعليقه المؤسف، فأساتذة كل فن من الفنون في ذلك العصر كانوا عربا ولا أريد الدخول في نقاش أكون فيه مصداقاً لقوله تعالى "أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2)" إلا أني ذاكرٌ لك بعض ذلك لتتبصر، كان الواضع للنحو العربي هو أبا الأسود الدؤلي وهو عربي ثم جاء بعده الخليل بن أحمد الفراهيدي أستاذ سيبويه الفارسي وهو الذي وضع علم العروض وكتب أقدم معجم لغوي، وكان الواضع لعلم الصرف هو أبا عثمان المازني وهو عربي أيضاً، وكان الفيلسوف الكندي العربي أول من كتب في الفلسفة وترجم من اليونانية إلى أن وصلت النوبة إلى ابن سينا ولولاه لما كان ابن سينا، وكذلك كان أئمة المذاهب الأربعة عربا خلا ابن حنيفة الزوطي الفارسي وكذلك أوائل المفسرين وغير ذلك من العلوم. فإذن لا يستطيع أحد أن يغمط العلماء العرب حقهم ولا الفرس كذلك، فأكثر علماء الإسلام هم من غير العرب وهذا مما لا شك فيه عندي ..
ويجب أن نلتفت إلى أمرٍ مهم آخر، وهو أن نسبة هذا العالم إلى هذا البلد أو ذاك هل تتحقق بانتسابه إليه بدمه أم بنشأته فيه، إذا كان بدمه فكثير من علماء إيران كان أصلهم عرباً لو تتبعت ذلك كالسادة المنتسبين لآل البيت وغيرهم كثير كجلال الدين الرومي الذي ينتسب لأبي بكر - حسبما قرأت - وأبي الفتوح المفسر والكثير الكثير، بل إن سكان قم كانوا كلهم عرباً هاجروا إليها كما يذكر التاريخ ثم استعجموا، وإن كان الانتساب يتحقق بالنشأة، فالكثير من العلماء ذوي الأصل الفارسي كسيبويه وغيره ولدوا في بلاد العرب وعاشوا بينهم والعكس يصح كذلك، فالفخر الرازي مثلا عربي ينتسب لقريش كما ذكر هو وعاش في إيران وكان يجيد الفارسية إلا أن لغته الأم كانت العربية.
ولكي أوضح الأمر أكثر إليك، شاهدت قبل فترة من الزمن في تلفزيون إيران برنامجاً عن الأدباء الفرس، وكان الدور على الشاعر البهائي العاملي اللبناني الذي ينتسب إلى قبيلة همدان العربية، كيف عرّفه مقدم البرنامج ؟ قال إنه من شعراء إيران المعروفين، وأنا حينما كنت أشاهد البرنامج لم أتحسس من ذلك ولم يدخل قلبي أي تأثر، لأني أعلم أن البهائي وإن كان أصله عربياً وكانت أكثر كتاباته وأشعاره باللغة العربية، إلا أنه عاش في إيران مدة طويلة وتأثر بالثقافة الفارسية وأتقن لغتها، وكتب الكثير من الأشعار بهذه اللغة، فلا مشكلة عندي هل كان عربياً أو فارسياً أو كان عربياً وفارسياً في آن واحد المهم عندي أنه مسلم وهذا ما يجعلني أفتخر به.
وفي النهاية ما الفائدة من إثبات انتساب هذا العالم أو ذاك للعرب أو الفرس، هل أستفيد أنا أو أنت من ذلك، وقد قال الله تعالى " تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)

در نهايت، معذرت مي خواهم اگر زياد حرف زدم، من عربيم و در ايران دارم درس مي خوانم .. مي خواهم چند تا بیت را نشانت بدم .. ودر معناش فكر كنيد
جلال الدين الرومي گويد :
چار کس را داد مردی یک درم
آن یکی گفت این به انگوری دهم
آن یکی دیگر عرب بد، گفت: لا
من عنب خواهم نه انگور ای دغا
آن یکی ترکی بد و گفت: این بنم
من نمی خواهم عنب خواهم اوزوم
آن یکی رومی بگفت این قیل را
ترک کن، خواهم من استافیل را
در تنازع آن نفر جنگی شدند
که ز سرّ نامها غافل بدند
صاحب سرّی عزیزی صد زبان
گر بدی آنجا بدادی صلحشان

غير معرف يقول...

أستاذ علي شكرا على ردك الطويل والذي يمكن اختصاره بأنك تتفق معي على أن العرب على الأغلب كانوا مترجمين وناقلين مع استثناء الحسن بن الهيثم والذي كان مفكرا وعالما أصيلا. في نظري إذا استثنينا اسهامات بن الهيثم والاسهامات في اللغة والفن العربي، وهذه الأخيرة هي اسهامات محدودة المجال والزمان، إذا استثنينا هذه فإن الدور العربي كان محصورا في الترجمة والحفاظ على بعض عناصلا الثقافة الغربية خلال العصور المظلمة.
وإذا نظرنا إلى العناصر الأدبية التي حققت الانتشار العالمي من الثقافة الإسلامية فكلها تعود إلى مفكرين مسلمبن وغير عرب مثل الرومي والحافظ والسعدي أما المتنبي وأبو العلاء المعري وغيرهم فلم يحققوا مثل هذا الانتشار.
أما بالنسبة لرأيك الأخير حول أنه لا فرق بين العرب والفرس وأننا أمة واحدة فهذه فكرة لا أؤيدها لأن التميز الحضاري القومي أساسي للنمو والتقدم ومحو هذه الهوية الثقافية القومية لصالح الدين لن يقودنا إلا إلى المزيد من الانحطاط.